لقد انتشرت مؤخّرا، في عام 2019، قصة الإيغور من خلال المعسكرات الّتي تحتجز فيها الصّين أكثر من مليون شخص إيغوري. وقد بدأت الوثائق تتسرّب وارتفع الاهتمام بالقضيّة نوعا ما في مختلف أنحاء العالم، لدرجة جعلت الصّين تشنّ حملة نفي أو تبرير خوفا من حملات المقاطعة الّتي نادى بها البعض، خاصّة في المنطقة العربية.
لكن في الحقيقة ليست أزمة الإيغور أزمة جديدة، بل تعود معاناتهم لسنوات طويلة. لكنّها ظلّت لوقت طويل قضيّة مهمّشة خاصّة من خلال عملية التّعتيم الّتي تقوم بها السّلطات الصّينية. ولازال شعب الإيغور يعاني إلى يومنا هذا في صمت وهم يرون دينهم وهويّتهم تتلاشيان شيئا فشيئا.
فإن كنت تتساءل من هم الإيغور، ولماذا يتلقّون مثل هذه المعاملة من السّلطات الصّينية، تابع معنا قراءة هذا المقال عن قصة الإيغور.
قد ترغب بقراءة: نظرة على تاريخ العنصرية ضد السود وكيف شارك المسلمون فيها بشكل فظيع
قد ترغب بقراءة: تعرّفوا على مأساة الروهينغا من بدايتها إلى يومنا هذا
قبل التعرّف على قصة الإيغور… من هم الإيغوريون؟
شعوب الإيغور عبارة عن قبائل كانت تعيش في منغوليا، وقد وصلوا إلى منطقة تركستان الشّرقية من خلال غزوهم لمناطق القبائل المغولية والسّيطرة عليها، وذلك قبل إسلامهم. دخل الإسلام إلى تركستان الشّرقية وأصبح الدّيانة الرّئيسية فيها بحلول القرن 11.
إذن فشعب الإيغور هم أتراك، مثل كلّ الأتراك الّذين كانوا في منغوليا وتمّ تهجيرهم منها، ويعيشون الآن في دول مثل كازاخستان وأوزباكستان وقيرغيستان. يتحدّث الإيغور لغة منحدرة من اللّغة التّركية، ويكتبونها بالأحرف العربية.
يعيش الإيغور في ما يسمّى بإقليم شينجيانغ، وهو إقليم بحكم ذاتي ضمن جمهورية الصين الشعبية. ويقدّر عددهم بحلول عام 2003 بحوالي 8.5 مليون نسمة، يعيش 99% منهم في تركستان الشّرقية، بينما يتوزّع البقيّة على دول أخرى هي كازاخستان ومنغوليا وتركيا وأفغانستان وباكستان وألمانيا وإندونيسيا وأستراليا وتايوان والسّعودية.
يتعرّض الإيغور لعملية محو هويّة ممنهجة من قبل السّلطات الصّينية منذ التّسعينيات، ومن بين طرق عملية المحو إرسال مجموعات كبيرة من الصّينيين من عرق الهان للعيش في الإقليم، بحيث أصبحوا أغلبية في الإقليم وأمسكوا مختلف الوظائف المهمّة فيه. إذ تقدّر نسبة الإيغور في شينجيانغ بحوالي 45%، بينما تبلغ نسبة الصينيين من عرق الهان حوالي 40%.
كيف بدأت معاناة شعب الإيغور في الصّين؟
بحلول عام 1884، وقعت تركستان الشرقية تحت سيطرة مملكة تشينغ الصّينية، حيث أصبحت جزءا من امبراطورية الصين. وقد سمّتها الصّين إقليم “شينجيانغ” ويعني الحدود الجديدة. وبعد سقوط مملكة تشينغ، حاول الإيغور إقامة دولة إسلامية مستقلّة سنة 1930 وبين سنتي 1944 و1945. لكن بمجيئ الحزب الشّيوعي بقيادة ماو تسي تونغ، تمّ ضمّ الإقليم ثانية إلى الصّين.
بعد أن سقط الاتّحاد السّوفييتي حصلت دول آسيا الوسطى المكوّنة من الأتراك على دول مستقلّة، وهي أوزباكستان وقيرغيسزتان وكازاخستان، حصلت محاولات في تركستان الشرقية للتحرّر من سيطرة الصّين، وذلك سنتي 1995 و1997، وقد قامت الصّين بقمعهما. وعلى إثر ذلك أيضا، قامت الصّين أيضا بإصدار وثيقة تنصّ على أنّ الصّراع في إقليم شينجيانغ خطير على الصّين، ويجب أن يتمّ التصدّي له بحزم.
لم يكن ذلك الإجراء مجرّد إجراء عابر بسبب محاولات الانفصال، بل أصبح إجراءا دائما يطارد الإيغوريين ويضيّق عليهم حياتهم. فقد أصبحت السّلطات في الصّين تطارد كلّ من لديه أيّ ميل لدعم فكرة الإنفصال، أو كلّ شخص قد تكون له علاقة بالنّشاطات الدّينية، حيث يتمّ احتجازهم دون محاكمات.
أدّت مثل هذه السّياسات إلى تأزّم الوضع بين الإيغور والسّلطات، وقام الإيغور بشنّ هجمات على السّلطات الصّينية غضبا لسياسة التّضييق المطبّقة عليهم. وقد أدّت تلك المناوشات المتكرّرة إلى أحداث عنف، أهمّها أحداث أوروماكي سنة 2009.
قصّة الإيغور مع سياسات مكافحة الإرهاب المزعومة
مع أحداث سبتمبر 2001 وانطلاق سياسات مكافحة الإرهاب، جعلت الصّين بدورها من تلك السّياسة فرصة للمزيد من الإجراءات التعسّفية بحقّ الإيغور.
وبعد وصول شي جين بينغ إلى السّلطة عام 2013، ازداد الأمر قسوة بعدما كانت هناك آمال بأن يكون رئيسا معتدلا. وقد تُرجمت سياسات مكافحة الإرهاب إلى مزيد من التّضييق على شعب الإيغور، كما أدّت إلى ما يُعرف الآن بمعسكرات إعادة التّأهيل الّتي تتّبعها الصّين مع الإيغوريين لمحو ديانتهم وهويّتهم.
وعلى إثر الحملة الدّولية لمكافحة الإرهاب، قامت الصّين باعتقال الكثير من داعمي فكرة الانفصال، كما استطاعت جلي ناشطين من دول أخرى ممّن يدعمون فكرة الانفصال، وذلك من باكستان وكازاخستان وقيرغيزستان.
وعلى إثر ذلك، قامت حركات إسلامية تنشط داخل البلاد واستطاعت الاستمرار رغم ملاحقة السّلطات الصّينية، وهي حركات مثل الحركة الإسلامية لتركستان الشّرقية (الحزب الإسلامي التّركستاني حاليا) وشباب تركستان الشّرقية. لكن يعتقد الكثيرون أنّ الصّين استخدمت ذريعة وجود حركات مسلّحة لقمع الإيغور، خاصّة وأنّ السّلطات الصّينية كانت السّبب الرّئيسي لمحاولات شعب الإيغور الانفصال ورفع الظّلم عنهم.
لماذا تقمع الصّين شعب الإيغور بهذا الشّكل؟
كثيرا ما يخرج مدافعون عن الصّين حينما يتعلّق الأمر بما تقوم به من انتهاكات ضدّ شعب الإيغور. ويحدث ذلك خاصّة ممّن يعيشون هناك أو ممّن زاروا الصّين من قبل، حيث تسمح الصّين للمسلمين بارتداء ما يريدونه وبإقامة الصّلاة في المساجد وما إلى ذلك. لكنّ القصّة أكبر من النّظر إليها بهذا المنظور.
فإذا ما كانت الصّين تتعامل مع مسلمي بلادها بنوع من العدل كما تفعل أيّ دولة لديها أقلّية مسلمة، فهذا لا يعني أنّها دولة عادلة اتّجاه شعب الإيغور، وأنّ معاناة الإيغور مجرّد كذب. فأنت كمسلم ضمن أقلّية في الصّين لا تشكّل أيّ خطر على الدّولة، لذلك ستتركك تمارس عبادتك كما يحلو لك، وستستخدمك لتزيين صورتها عند بقيّة الدّول الإسلامية.
لكنّ قصة الإيغور مختلفة، فحكم الصّين لها أشبه بالاستعمار، ولذلك تخشى الصّين من أنّ تصاعد أيّ تيّار انفصالي داخل البلاد قد يؤدّي إلى خسارة الصّين للإقليم، أو يؤدّي إلى أمور أخرى تمسّ أمن الصّين نفسها. ولا ننسى أنّ إقليم شينجيانغ محاط بدول كثيرة متعاطفة مع شعب الإيغور، مثل باكستان وأفغانستان، ودول مثل إندونيسيا وماليزيا والسّعودية وإيران وتركيا، وهي دول إسلامية كما تربطها روابط لغوية وعرقية وتاريخية بشعب الإيغور.
وعلينا أن نفهم أيضا أنّ إقليم شينجيانغ مهمّ كثيرا للصّين، فهو يملك احتياط نفط كبير، وفيه يقع أوّل حقل نفط اكتشفته الصّين. كما أنّه الآن ثاني أكبر قاعدة لانتاج النفط في الصّين. فإقليم شينجيانغ يضم 15% من احتياطات الصّين النّفطية، و22% من احتياطات الغاز، و115 مادة من أصل 147 مادة من المواد الخام الأوّلية في الصّين، كما يضمّ جزءا من التّرسانة النّووية للبلاد.
قصة الإيغور مع ربيعة قدير
ربيعة قدير، هي سيّدة أعمال إيغورية كانت لها جولات مع الحكومة الصّينية لأجل رفع الظّلم عن شعب الإيغور. وقد انتهى المطاف بها في السّجن ثمّ في الولايات المتّحدة، بينما أصبح حلم العودة إلى موطنها حلما مستحيلا. فبعد أن نجحت ربيعة في حياتها المهنية والسّياسية حيث أصبحت ناشطة مدافعة عن حقوق شعب الإيغور. أصبحت عضوا في البرلمان الصّيني، كما تمّ إرسالها كممثّلة للصّين في مؤتمر الأمم المتّحدة للنّساء سنة 1996. وقد كان غرض الصّين من منحها ذلك المنصب أن تظهر للعالم الخارجي بأنّ الإيغور يعيشون في وضع جيّد داخل الصّين.
لكنّ مواصلة ربيعة الكفاح لإنقاذ شعبها من محاولة محو هويّتهم جعلت الصّين تطردها من البرلمان ثمّ قامت باعتقالها وسجنها لمدّة 8 سنوات. وعقب خروجها من السّجن انتلقت إلى الولايات المتّحدة وأصبحت حاملة لقضيّة الإيغور، كما ترأسّت المؤتمر العالمي للإيغور.
وقد كتبت ربيعة كتابا يحمل سيرتها الذّاتية حكت فيه عمّا يتعرّض له الإيغور وعمّا تعرّضت له هي من تضييق من قبل الحكومة الصّينية منذ أن احتلّ الحزب الشّيوعي تركستان الشّرقية. وقد كانت قدير سيّدة أعمال ناجحة بشكل واسع في الصّين بحيث أصحبت أثرى سيّدة في الصّين. ولها أملاك كثيرة في شينجيانغ. وقد تركت كلّ ذلك مجبرة بسبب دفاعها عن شعبها.
بعض أشكال معاناة الإيغور
رغم المضايقات الّتي يتعرّض لها الصّحفيون الأجانب في إقليم شينجيانغ، إلّا أنّ بعضهم استطاع أن يجلب بعضا من الحقيقة.
أمضى جين أ. بونين 18 شهرا في إقليم شينجيانغ مؤخّرا. وقد حكي قصّة معاناة الإيغور الّتي تتواصل بصمت من خلال مقاله في صحيفة الغارديان. وقد زار هذا الصّحفي الإقليم قبل سنة 2017، حيث كانت الأمور أقلّ سوءا ممّا هي عليه الآن. وحينما عاد إليه بعد ذلك وجد كثيرا ممّن التقاهم من قبل قد تمّ اعتقالهم من خلال المعتقلات الّتي أصحب الرّعب الّذي يلاحق الإيغوريين في كلّ حركة يقومون بها وكلّ كلمة يقولونها.
حكى بونين كيف أنّ الجميع كان خائفا لا يستطيع أن ينطق بأيّ كلمة أو يجيب عن أيّ سؤال، بينما كان بعضهم يائسا فقال كلّ ما لديه لأنّه يعرف بأنّهم سيأخذونه للمعتقل عاجلا أم آجلا. كما قام النّاس هناك بالتخلّص من كلّ معارفهم الأجانب على تطبيق WeChat الصّيني.
ممّا أخبره به أيضا بعض الإيغوريين كان عن معاملة الشّرطة لهم، بحيث يسألونهم عن كلّ شيء. عن إذا ما كانوا يصلّون، عن التّدخين والشّراب، ولماذا لا يشربون، وإذا ما كانوا يفكّرون في مغادرة البلاد. وقد جعل الخوف بعضهم يقول بأنّ الأجراءات الأمنية الشّديدة هي لصالحهم، وأنّهم يثقون في السّلطات.
أخبره الإيغوريين أيضا بأنّ الصّلاة ممنوعة عليهم، وقد بدت الحياة أمامهم خاوية بالفعل. فكلّ ما يعيشونه هو الخوف، وكلّ ما يحلمون به هو تأمين لقمة العيش وعدم فقدان فرد من أفراد العائلة. بدا وصف الصّحفي لكلّ ما شاهده هناك كما لو أنّه سجن كبير يُحرمون فيه من أبسط حقوق الإنسان الّتي يحصل عليها السّجين الحقيقي.
كيف تتمّ عملية محو هويّة الإيغور
هناك طرق كثيرة تنتهجها السّلطات الصّينية لمحو هويّة الإيغور. وقد اشتدّت شراسة هذه الإجراءات منذ 2017. وبعود ذلك غالبا إلى تسلّم تشن كوانجو مسؤولية إقليم تشينجيانغ، وهو مسؤول في الحزب الشيوعي. وقد كان هذا الرّجل في مهمّة من قبل في إقليم التبت لإخضاعه وضمان عدم بروز أيّ حركة انفصالية. ثمّ عيّنه الرّئيس الصّيني في شينجيانغ ليخضعها عن طريق إجراءاته القمعية الهادفة إلى محو الهويّة وغسل الدّماغ.
حينما انتشرت أخبار معسكرات الاعتقال في إقليم شينجيانغ، نفت الصّين وجودها تماما. لكن حينما تسرّبت المزيد من الوثائق والشّهادات وكذا صور الأقمار الاصطناعية، قالت الصّين أنّها عبارة عن معسكرات إعادة تأهيل لنزع الأفكار المتطرّفة من أدمغة المتطرّفين. بينما هي في حقيقتها محاولة لسلخ الإيغور من هويّتهم ومن دينهم.
ومن بين الإجراءات الجديدة أيضا:
- منع النّساء اللّواتي يغطّين أجسادهنّ بالكامل من دخول المحطّات والقطارات وما إلى ذلك.
- إجبار الإيغور على إرسال أطفالهم إلى المدارس الحكومية.
- خضوع الإيغور إلى إجراءات تنظيم الأسرة الصّينية.
- منع إطلاق اللّحى وارتداء النّقاب.
- صدور أوامر بتسليم المصاحف وسجاجيد الصّلاة وكلّ المتعلّقات الدّينية.
إضافة إلى كلّ ما سبق، تمّ تسريب عدّة وثائق تكشف كيف يتمّ تعقّب الإيغور والتجسّس على كلّ ما يتعلّق بحياتهم اليومية. إذ يتمّ تصنيف كلّ من يفضّل اللّغة الإيغورية أو يظهر تمسّكا بالدّين الإسلامي على أنّه عنصر خطير، وتجب إعادة تأهيله.
هل يمكن تخفيف معاناة الإيغور؟
هناك دول أظهرت تعاطفها مع شعب الإيغور وأدانت ما تقوم به الصّين. وربّما لو استمرّ ذلك فسيكون ممكنا الضّغط على الصّين لتخفيف ما تقوم به.
من ضمن تلك الدّول دول لها علاقة وطيدة مع شعب الإيغور. مثل تركيا الّتي تؤوي حوالي 50 ألفا من شعب الإيغور، وباكستان وكازاخستان أيضا.
تحدّث مقال مترجم عن راديو آسيا الحرّ عن صورة من معتقلات الإيغور الّتي استطاع بعض الإيغوريين خارج شينجيانغ التعرّف عليهم. وقد اعتقلوا على خلفية تمسّكهم بالدّين أو سفرهم للحجّ. ومثل هذه الأسباب دائما ما تؤدّي إلى الاعتقال حسب نشطاء. ومن الجدير بالذّكر أنّ راديو آسيا الحرّ لديه الكثير من المعلومات عمّا يحصل في شينجيانغ من خلال صحفيين إيغوريين كانوا قد غادروا البلاد. رغم أنّ العمل خطير وكثيرا ما يؤدّي إلى اعتقال عائلاتهم وأقاربهم داخل الإقليم.
تحدّث مقال أيضا في أورونيوز عن أطفال يعيشون في تركيا دون آبائهم وأمّهاتهم. وذلك بعد أن استقرّت تلك الأسر في تركيا ثمّ عادت إلى الصّين لتفقّد الأقارب أو الأملاك، لينتهي بهم المطاف مختفين لا يعلم أحد عنهم شيئا. ومثل هذه القصص كثيرة جدّا، حيث يفقد الكثير ممّن استطاعوا مغادرة الإقليم أيّ تواصل مع أحبّائهم داخله، ما يعني أنّه تمّ اعتقالهم.
ويقول الباحث السينغافوري جيمس أم دورسي في مقال نشرته الجزيرة بأنّ الدّول الإسلامية قادرة على الضّغط على الصّين إن أرادت ذلك، فالصّين ستكون في مأزق كبير إن تأثّر اقتصادها. خاصّة أنّ معظم تعاملاتها الاقتصادية مع دول إسلامية وعربية. ويقول الباحث أنّ أفعال الصّين قد تنقلب عليها قريبا إن طفح الكيل وقرّرت هذه الدّول الانتفاض وقطع العلاقات الاقتصادية مع الصّين. وقد حصلت بعض الانتقادات المتصاعدة في باكستان مثلا بسبب احتجاز نساء من الإيغور في الصّين ومنعنّ من رؤية أزواجهنّ الباكستانيين.
الخلاصة… قصة الإيغور أسوأ ممّا تبدو عليه
كانت قد بدأت بالفعل موجة غضب في الدّول العربية على انتهاكات الصّين في حقّ الإيغور. وبدأت حملات لمقاطعة المنتجات الصّينية، لولا أن حلّ وباء كورونا وأنهك الجميع معه وأنساهم القضايا المهمّة. وقد بدأت الصّين على إثر نداء المقاطعة ذاك بالتّبرير وبثّ مقاطع وأخبار عن كيفية عيش المسلمين بهناء في الصّين، وأنّها لا تقوم إلّا بتتبّع المتطرّفين.
والحقيقة أنّ الصّين لن تتوقّف دون ضغط حقيقي. فرغم كلّ ما تقوم به المنظّمات وكلّ ما يقوم الصّحفيون بفضحه عن ممارسات الصّين، فسيكون الضّغط الاقتصادي وحده القادر على إيقافها. وإن كانت الحكومات غير قادرة على فعل ذلك خوفا على مصالحها، فإنّ الشّعوب وحدها قادرة على كسر المعادلة وجعل الصّين تتراجع عمّا تقوم به.
هذا المقال أقلّ بكثير ممّا يجب أن يقال بشأن معاناة الإيغور. فهناك شعب يُحرم من أبسط حقوقه ويعيش في خوف دائم لمجرّد أنّه من عرق مختلف ويدين بديانة مختلفة عمّا يعتقد زعماء الحزب الشّيوعي المعروفون بالدّكتاتورية وبالحكم بقبضة من حديد. فحتّى الشّعب الصّيني مراقب بشدّة، فما بالك بأقلّية مثل الإيغور.
قد ترغب بقراءة: ربّما تساءلتم لماذا يأكل الصينيون كل شيء ؟ والإجابة ليست كما يظنّ البعض
المصادر
من هم الإيغور الذين “تحتجز الصين مليوناً منهم”؟
الصين تتعهد بمواصلة “تأهيل” مسلمي الإيغور
مسلمو الإيغور يعتقلون بالآلاف في الصين بسبب “الحجاب واللحية”
كيف يعيش أطفال أقلية الإيغور المسلمة في تركيا بعد اختفاء أولياء أمورهم في الصين؟
هذه قصة سجناء الإيغور في معسكر شينجانغ
الصمت تجاه معاناة الإيغور قد ينقلب على الصين
‘We’re a people destroyed’: why Uighur Muslims across China are living in fear
Fear and oppression in Xinjiang: China’s war on Uighur culture