ردود الفعل على مقتل قاسم سليماني

لماذا تباينت ردود الفعل على مقتل قاسم سليماني بين فرح السوريين ونعي المقاومة؟

نحاول في هذا المقال التحدّث قليلا عن ردود الفعل على مقتل قاسم سليماني ومن هو هذا الجنرال. لماذا استهدفته الولايات المتّحدة وإلى أيّ مدى هو مهمّ ليهزّ خبر مقتله المنطقة كلّها. أين نشط هذا الجنرال وما هي أبرز أعماله؟ ولماذا تخوّف العالم من حرب عالمية ثالثة على إثر اغتياله؟ والأهمّ من ذلك كلّه…

لماذا تباينت ردود الفعل على مقتل قاسم سليماني ؟

فلا شكّ أنّه أمر محيّر ومحزن في نفس الوقت، أن نرى أهلنا في سوريا فرحين بخبر مقتل هذا الجنرال لأنّه كان سببا في معاناتهم. بينما نرى المقاومة الفلسطينية تنعاه وتصفه بالشّهيد.

قد ترغب بقراءة: قصّة السودان (4): الحكم الثنائي للسودان وأثره على جنوب السودان خاصّة

احصل على ثانوية الأشباح

من هو قاسم سليماني؟

هو قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني منذ سنة 1998.

يُقال أنّه أقوى شخصية في إيران بعد المرشد الأعلى خامنئي.

كان مقرّبا من المرشد الأعلى الإيراني.

كان القائد والعقل المدبّر لأنشطة إيران في الشّرق الأوسط، خاصّة العراق وسوريا ولبنان.

كان يتولّى الشّؤون الخارجية الإيرانية في أفغانستان أيضا.

له أثر كبير في العراق، حيث درّب الميليشيات لمواجهة الغزو الأمريكي للعراق. كما كان السبب في مقتل مئات الجنود هناك حسب الولايات المتحدة.

لعب دور المستشار لميليشيات الحشد الشعبي في العراق.

أنقذ سليماني حكومة حيدر العبادي من السّقوط بيد تنظيم الدّولة، وأبرز معاركه كانت في مدينة آمرلي بمحافظة صلاح الدين.

له علاقة وطيدة مع حزب الله اللبناني، وقد قد كان حاضرا في لبنان في حرب 2006.

كان سليماني مهندس حرب النظام السوري بقيادة بشار الأسد ضد الثّوار.

كان له دور في اليمن أيضا حيث تدعم إيران الحوثيين.

دعم المقاومة الفلسطينية بالسلاح والتدريب والتخطيط المشترك.

سطع نجمه أكثر منذ تدخّله في ما يحصل في سوريا، وقد ساعد كثيرا في إعادة الكفّة لصالح النّظام السوري.

حصل على وسام يُدعى ذو فقار، وهو أعلى وسام عسكري في إيران.

كيف قُتل قاسم سليماني؟

بدأ التوتّر يكبر بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين فصائل حزب الله العراقي المدعومة من قبل إيران. وذلك على إثر مقتل مقاول أمريكي خلال غارة صاروخية على قاعدة أمريكية في العراق، وقد اتّهمت الولايات المتّحدة إيران بتنفيذ ذلك الهجوم.

ردّت الولايات المتحدة على ذلك الهجوم بغارة جويّة على فصائل حزب الله العراقي. ليقوم بعدها أنصار الحزب بمهاجمة السفارة الأمريكية في العراق.

ولا ننسى طبعا التوتّر القائم بين الولايات المتحدة وإيران الخاصّ بمفاوضات برنامج إيران النّووي. فالعقوبات الأمريكية أدّت إلى تأثّر الاقتصاد الإيراني، وقاسم سليماني كان من بين الرّافضين لأيّ تنازل في تلك المفاوضات.

قال الأمريكيون أنّه كانت هناك نيّة على الأقلّ باغتياله مسبقا، لكنّ ذلك لم يحصل.

وقد قُتل سليماني حينما كان مسافرا خارج مطار بغداد، كما قُتل معه قائد حزب الله العراقي أبو مهدي المهندس.

أسباب تباين ردود الفعل على مقتل قاسم سليماني

لا ننسى طبعا كم كان مثيرا للإعجاب ما يُعرف باسم محور المقاومة. وهو المحور الّذي يتكوّن من إيران وسوريا وحزب الله اللّبناني وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينيتين. فطالما كان محور المقاومة هذا يؤدّي مهامه على أكمل وجه بشأن الردّ على إسرائيل، لم يكن الكثير من المتابعين للوضع يمانع كون إيران هي من تدعم المقاومة الفلسطينية.

لكنّ الأمور اختلفت بعد أن قامت الثّورة في سوريا وبعد أن اختلطت الأحداث فيها. فكما ذكرنا أعلاه، كان الجنرال الإيراني قاسم سليماني من أكثر المؤثّرين في مجرى الأحداث في سوريا. ولذلك يسمّيه البعض بمجرم سوريا وبالسفّاح لما ألمّ بالشّعب السّوري من قتل وتشريد بسببه.

كانت مهمّة قاسم سليماني واضحة في سوريا، وهي الإبقاء على نظام الأسد، هذا النّظام الّذي يبدو أنّ سقوطه سيكلّف إيران ويكلّف روسيا الكثير من الخسائر في المنطقة. لكنّ هذه المهمّة لم تجعل الرّأي العام العربي يثور ضدّ إيران فقط، بل وضدّ حزب الله المشارك في ذلك أيضا، وضدّ المقاومة الفلسطينية الّتي تتلقّى دعمها من إيران ومن حزب الله.

وقد كان كلّ هذا سببا لانقسام شديد بل واتّهاما لحركة حماس، الّتي تحظى بشعبية وحبّ في الوطن العربي ككلّ، بأنّها تنحرف عن الطّريق الصّواب حينما تعزّي في مجرم مثل قاسم سليماني وتصفه بالشّهيد. كلّ ذلك وهي تعلم جيّدا ما اقترفه في حقّ السّوريين، وفي مناطق أخرى أيضا كالعراق واليمن.

قد ترغب بقراءة: السلطان عبد الحميد الثاني… الرجل الّذي كافح لإنقاذ الوحدة الإسلامية (1)

كيف ردّت فصائل المقاومة على انتقاد نعيها لقاسم سليماني؟

قالت فصائل المقاومة الفلسطينية أنّ قاسم سليماني قد ساعد المقاومة على مدى عقدين من خلال الخبرات العسكرية والأمنية. وقد أقامت الفصائل عزاء للجنرال المقتول، كما شارك رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية، في تأبينه.

أمّا ردّ حماس وبقيّة فصائل المقاومة الفلسطينية فهو معروف ربّما قبل أن نبحث عنه. فقد قال اسماعيل رضوان، أحد القياديين بحركة حماس، في حديث له مع عربي بوست، قال أنّ حماس وفيّة لحلفائها، وبأنّ إيران قد ساعدت المقاومة دوما، وسليماني خاصّة، ولذلك كان من الواجب تقديم العزاء والمساندة لإيران على مصابها.

ورغم الانتقاد الشّديد لعلاقة المقاومة بإيران، منذ سنوات وإلى التّعزية في مقتل سليماني، إلّا أنّ الانتقادات لا تطرح حلولا للأزمة. فبعد الحصار الخانق على غزّة وعلى المقاومة، وبعد أن تخلّت المنطقة العربية عنها، فما هو الحلّ؟

لم يكن بيد المقاومة سبيل آخر سوى أن تقبل المساعدة من طرف إيران. وقد استطاعت أن تبلي بلاءً حسنا في مختلف الحروب الّتي خاضتها غزّة مع الاحتلال الصّهيوني. وربّما لولا تسلّح المقاومة وخبراتها وأسلحتها لكانت إسرائل أسقطت غزّة منذ سنوات، ولما كان هناك وجود لأيّ مقاومة للاحتلال.

في النّهاية لا يبدو أنّ هناك أيّ بوادر لحرب عالمية ثالثة. كما كان ردّ إيران متواضعا لا يرقى لمستوى تهديداتها. وكلّ ما علينا فعله هو التطلّع للأمام لفهم اللّعبة الّتي تحصل في الشرق الأوسط حاليا.

المراجع

مصدر الصورة البارزة للمقال.

آخر لحظة في حياة قاسم سليماني.. وكيف تم تتبعه؟

قاسم سليماني: لماذا استهدفته الولايات المتحدة؟

الجنرال قاسم سليماني ذراع إيران المبتور في العالم العربي

فصائل فلسطينية تنعي قاسم سليماني

كيف ردت حماس على منتقدي عزائها في سليماني؟ وهل تُورطها إيران في عملية الانتقام؟

مقتل قاسم سليماني: العلاقة الوثيقة التي ربطته بحزب الله اللبناني

من هو قاسم سليماني؟



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أسماء عابد
أسماء عابد   
أستاذة جامعية حاملة لشهادة دكتوراه في الهندسة الميكانيكية. كاتبة ومدوّنة ومترجمة وباحثة أكاديمية تعشق الكتب والتاريخ والحضارات
تابعونا