نحكي لكم في هذا المقال عن بعض من تاريخ كوريا الشمالية وعن سبب عزلتها عن العالم. فكما نعلم جميعا، لازالت كوريا الشمالية تفرض على شعبها طريقة عيش قاسية جدّا، والّتي تعتمد بشكل كبير على التحكّم في حياة النّاس ومنعهم من التّواصل مع العالم الخارجي. وتتمّ معاقبة المخالفين بصرامة. سنتعرّف في هذا المقال عن تاريخ هذه الدّولة وما هي الأسباب الّتي جعلتها معزولة بهذا الشّكل، وذلك على شكل نقاط بسيطة.

قد ترغب بقراءة: قصة الإيغور… المعاناة الصّامتة الّتي استمرّت لسنوات ولازالت

قد ترغب بقراءة: تعرّفوا على مأساة الروهينغا من بدايتها إلى يومنا هذا

نبذة عن تاريخ كوريا الشمالية

• لم تختلف كوريا الموّحدة قديما عن الصّين واليابان، فقد تبنّت هذه الدّول سياسة عزلة عن بقيّة العالم.

• فمنذ القرن الرابع عشر وحتّى الاحتلال الياباني، ظلّت كوريا معزولة عن العالم حفاظا على تقاليدها وثقافتها وخوفا من غزو الغرباء لها.

• وقد استمرّت تلك العزلة في فترة الاحتلال الياباني.

• خلّف حكم اليابان على الكوريتين الكثير من المآسي، كما استخدمت اليابان الرّجال الكوريين في الحرب العالمية الثّانية، والنّساء الكوريات كعبيد جنس للمقاتلين اليابانيين.

• انقسمت كوريا إلى دولتين بعد الحرب العالمية الثانية وهزيمة اليابان فيها.

• احتلّت القوّات السوفييتية كوريا الشمالية، بينما احتلّت القوّات الأمريكية كوريا الجنوبية.

• ولأنّ نظام الحكم في كليها كان مختلفا جدّا، إذ حكم الشّيوعيون كوريا الشمالية، فقد كان التّوحيد بينهما مستحيلا.

• تمّ إعلان انفصال الدّولتين نهائيا سنة 1948.

• وبعد أن انفصلت الكوريتان، واصلت كوريا الشّمالية الّتي وقعت تحت الحكم الشّيوعي سياسة السّيطرة على الشّعب وسياسة العزلة والخوف من الأجانب.

• ورغم أنّ دولا مثل اليابان وحتى دول لازالت تحافظ على النّظام الشّيوعي مثل الصّين قد واكبت التطوّر وانفتحت على العالم، واصلت كوريا الشّمالية طريقة حكم البلاد الجامدة.

• حكم كوريا الشّمالية ثلاث رجال من نفس العائلة، وهم كيم إل سونغ الّذي حكم البلاد منذ 1948 إلى وفاته سنة 1994. ثمّ ابنه كيم جونغ إل الّذي حكم إلى أن توفّي سنة 2011. ليحكم البلاد ابنه أيضا وهو كيم جونغ أون رئيس كوريا الشمالية الحالي.

• تقود الأسرة الحاكمة البلاد في كوريا الشّمالية قيادة شيوعية، أيّ أنّ الدّولة تتحكمّ في كلّ شيء يتعلّق بحياة الشّعب.

شيوعية كوريا الشمالية وحالتها الاقتصادية والعسكرية

• كان الاتّحاد السّوفييتي حليفا مهمّا لكوريا الشّمالية، وقد خسرت البلاد هذا الحليف على إثر سقوط الاتّحاد السّوفييتي سنة 1991. وقد تلا ذلك نقص في الغذاء ومجاعة أهلكت حوالي 3 ملايين كوري شمالي.

• كما يبدو أنّ اقتصاد كوريا الشمالية يعتمد على المبادلات مع الصّين، فهي حليفها الوحيد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حسب ما يبدو.

• انتشرت تقارير في عام 2000 تفيد بأنّ كوريا الشّمالية تسعى لتطوير أسلحة نووية، وقد سعت الولايات المتّحدة لمنع ذلك. وقد حصلت بالفعل تجاربنووية تحت الأرض.

• كما أطلقت كوريا الشّمالية صواريخ بالستية صوب اليابان، وقد انفجرت في البحر، وقد اعتبرت اليابان والغرب ذلك تهديدا.

• ويبدو أنّ رئيس كوريا الشّمالية قد أعلن مؤّخرا عن توقّف البلاد عن إجراء تجارب نووية، وذلك في سنة 2018.

الحرب بين الكوريتين

• حصلت الحرب بين الكورتين سنة 1950، بعد أن دخلت قوات كوريا الشمالية إلى كوريا الجنوبية، ودامت تلك الحرب 3 سنوات.

• كان كيم إل سونغ يسعى إلى توحيد الكوريتين تحت حكمه الشّيوعي، ولذلك قام بغزو كوريا الجنوبية بمساعدة الرّوس. لكن في المقابل قامت الولايات المتّحدة بمساعدة كوريا الجنوبية لصدّ الهجوم.

• وفي محاولة لقوّات الأمم المتّحدة للدّفاع عن كوريا الجنوبية، وصلت بعض القوّات إلى الحدود الكورية الشّمالية مع الصّين. وهنا تدخّلت الصّين عسكريا لتمنع محاولة احتلال كوريا الشّمالية.

• وقد انتهت تلك الحرب بهدنة بين الكوريتين بعد ثلاث سنوات، وبعدد كبير من القتلى من الكوريين بلغ 3 ملايين، إضافة إلى قتلى من الجنود الصّينيين والأمريكيين وكلّ من تدخّل في تلك الحرب.

عزلة كوريا الشمالية

• يبدو أنّ الشّعب في كوريا الشمالية محاصر في سجن كبير. إذ لا يمكنهم التّواصل مع العالم الخارجي بالأنترنت. كما لا يمكنهم مشاهدة القنوات الأجنبية على التّلفاز، بل يُسمح لهم فقط بمشاهدة القنوات المحلّية.

• يقدّس الشّعب بشكل كبير الرّئيس، ربّما لأنّه تتمّ تربيتهم على ذلك، أو ربّما لأنّ الخوف من العقاب هو ما يدفعهم لذلك.

• فكلّ من يحاول خرق القوانين أو مغادرة البلاد يعاقب بالقتل في كثير من الأحيان.

• ولا بدّ أن نذكر أنّ شعب كوريا الشّمالية هو شعب فقير يفتقر إلى الكثير من الضّروريات. وإيجاد لقمة العيش ليس أمرا سهلا هناك.

• ورغم أنّه يُسمح بدخول الأجانب تحت شروط معيّنة، إلّا أنّه لا يسمح للسكّان بالحفاظ على التّواصل مع أولئك لأجانب بعد مغادرتهم البلاد.

• فمن خلال حكاية طالب أسترالي استطاع أن يدرس في كوريا الجنوبية. فقد قال أنّه بالرّغم من إمكانيته التجوّل في البلاد دون مرافق، إلّا أنّ إمكانية التّواصل مع السكّان كانت محدودة جدّا. وخلال جولته أيضا، استطاع العثور على مطاعم وجبات سريعة تقدّم أطباقا شبيهة بماكدونالد، كما أنّ البلاد تستورد الكثير من الماركات من ملابس ومواد تجميل وغيرها. إضافة إلى منتوجات محلّية ذات جودة عالية عمّا كانت عليه من قبل.

قد ترغب بقراءة: ما هي خدمات VPN ومتى تحتاجها وكيف تختار خدمة تناسب احتياجاتك

الخلاصة

ربّما يمكننا القول من خلال تاريخ كوريا الشمالية أنّ سبب الحياة القاسية الّتي يعيشها الكوريون الشّماليون كانت بسبب دول أخرى مثل الولايات المتّحدة وروسيا. فقد كان احتلالهما للكوريتين وتقسيمهما بذلك الشّكل سببا في صراع بين أبناء الشّعب الواحد، وهو صراع لم ينته حتّى الآن.

ولا ننسى أنّ الرّوس هم من عيّنوا حاكم كوريا الشّمالية سنة 1948، وقد اختاروا شخصا تشرّب تعاليم الشّيوعية بعد أن عاش في الاتّحاد السّوفييتي معظم حياته، ثمّ راح يطبّق ذلك الحكم على شعبه وعلّمه لأبنائه. ورغم أنّ الدّول الشّيوعية تعيش حياتها الآن بنوع من التحرّر، إلّا أنّ كوريا الشّمالية ظلّت محافظة على ذلك الجمود، خوفا من انفلات الحكم من أيدي عائلة كيم. ولا يبدو أنّ أحدا يستطيع تخليص الشّعب الّذي يعاني بسبب أخطاء الدّول الكبرى.

المصادر

https://www.bbc.co.uk/newsround/20692214

https://www.history.com/topics/korea/north-korea-history

https://www.pbs.org/frontlineworld/stories/northkorea/1948.html

https://www.huffpost.com/entry/north-korea-history-isolation_n_5991000